نام کتاب : معاني القران للفراء نویسنده : الفراء، يحيى بن زياد جلد : 3 صفحه : 216
هَذِهِ من صفاتهم فِي الدنيا، كأن فيها إضمار كَانَ: كانوا يوفون بالنذر.
وقوله عزَّ وجل: وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً [7] .
ممتد البلاء، والعرب تَقُولُ: استطار الصدع فِي القارورة وشبهها، واستطال.
وقوله عزَّ وجلَّ: عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) .
والقمطرير: الشديد، يُقال: يوم قمطرير، ويوم قماطر، أنشدني بعضهم:
بَنِي عمِّنا، هَلْ تذكُرونَ بَلاءنا ... علَيكُمْ إِذَا ما كَانَ يومٌ قُمَاطِرُ «1»
وقوله عز وجل: مُتَّكِئِينَ فِيها (13) .
منصوبة كالقطع. وإن شئت جعلته تابعًا للجنة، كأنك قلت: جزاؤهم جنة متكئين فيها.
وقوله عز وجل ذكره: وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها (14) .
يكون نصبًا عَلَى ذَلِكَ: جزاؤهم جنة متكئين فيها، ودانيةً ظلالها. وإن شئت جعلت: الدانية تابعة للمتكئين عَلَى سبيل القطع الَّذِي قَدْ يكون رفعا على [118/ ب] الاستئناف. فيجوز مثل قوله:
«وَهذا بَعْلِي شَيْخاً» [2] «وشيخٌ» ، وهي فِي قراءة أبي: «ودانٍ عليهم ظلالها» فهذا مستأنف فِي موضع رفع، وفي قراءة عبد الله: «ودانيا عليهم ظلالها» [3] ، وتذكير الداني وتأنيثه كقوله:
«خاشعا أبصارهم» [4] فى موضع، وفى موضع «خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ» [5] . وَقَدْ تكون الدانيةُ منصوبة عَلَى مثل قول العرب: عند فلان جاريةٌ جميلةٌ، وشابةً بعد طريةً، يعترضون بالمدح اعتراضًا، فلا ينوون بِهِ النسق عَلَى ما قبله، وكأنهم يضمرون مَعَ هَذِهِ الواو فعلا تكون بِهِ النصب فِي إحدى القراءتين: «وحورًا عينًا» [6] . أنشدني بعضهم:
ويأوي إلى نسوة عاطلاتٍ ... وشُعثا مراضيعَ مثل السعاليِ «7»
(1) (البيت فى تفسير الطبري: 29/ 211، والقرطبي: 19/ 133) [2] سورة هود، الآية 72. [3] وهى أيضا قراءة الأعمش، وهو كقوله: خاشعا أبصارهم (البحر المحيط 8/ 396) [4] سورة القمر: 7، و (خاشعا) قراءة أبى عمرو وحمزة والكسائي ومن وافقهم، والباقون يقرءونها (خشّعا) الإتحاف 250. [5] سورة القلم، الآية: 43. [6] فى قراءة أبى، وعبد الله أي: يزوجون حورا عينا (المحتسب، 2/ 309 والبحر المحيط 8/ 206) [7] البيت لأمية بن عائذ الهذلي، ويروى:
له نسوة عاطلات الصدو ... عوج مراضيع مثل السّعالى
ورواية اللسان: ويأوى إلى نسوة عطّل. والسعالى: جمع سعلاة، وهى: الغول أو سحرة الجن، تشبه بها المرأة لقبحها، ديوان الهذليين: 2: 184.
نام کتاب : معاني القران للفراء نویسنده : الفراء، يحيى بن زياد جلد : 3 صفحه : 216